لا أعلم بالضبط متى فتحت حسابًا شخصيًّا لي في الفيس بوك لكني أظن أن ذلك كان قبل سنتين تقريبًا , لم أكن حينها أطيق الفيس بوك أبدًا , ولم أكن أحب أن أدخل عليه . لم أحاول يومًا أن أعرف ما هي مميزاته وما هي فوائده , ربما كانت تسيطر عليّ نظرة من حولي السلبية تجاهه بأنه موقع لا أخلاقي , موقع سيء , -والذي يفتح له حسابًا فيه " هذا إنسان فاسد "- .
أما الآن وقبل أشهر فقد تغيرت النظرة له بشكل كبير حيث أنه أصبح أساسًا من أساسيّات دخولي على النت , فبعض الأحيان لا أدخل النت إلا من أجله .
هو موقع يحتوي على الفساد الطاغي والخير الوفير : أيهما تختار ؟ بالطبع ستختار ما يناسبك ويناسب طباعك وأخلاقك وميولك .
غيّر الفيس بوك في حياتي كثيرًا من الأمور ؛ تعرّفت على أقارب لي لم أكن لأتواصل معهم لولا الله ثم ذلك الفيس بوك , كونت صداقات مع أناس كثُر , قرأت لهم , تراسلت معهم , استفدنا من بعضنا البعض .
وكما يقال : العالم الآن لم يعد في قرية واحدة بل أصبح في غرفة واحدة .
أيصًا استفدت من الفيس بوك فائدة عظيمة جدًّا ؛ حيث أنني عرفت به الصالح من الطالح , عرفت به الأشخاص الذين يستحقون المحبة والصداقة , وعرفت من لا يستحق الاحترام والمودة . كل ذلك أعرفه عن الشخص من خلال حائطه وصوره ونشاطاته المختلفة ؛ مثل غالبية أصدقائه والأشياء التي يحبها والبرامج التي يتابعها , لذلك الفيس بوك يختصر علي وقت مجالسة الأصدقاء ومعرفة أفكارهم وميولهم وأخلاقياتهم .
مع أن الفيس بوك يسرق وقتك إلا أنك لا تعدم الفائدة منه إن كنت تتصفح ما هو مفيد وتناقش من يفيد , ولكن أيضًا عليك أن تراقب ساعتك , حدد وقتًا لكي لا تطيل .
هناك الكثير من المشايخ والدكاترة والأكاديميين والعلماء المتواجدين في الموقع والذين أعتقد أنهم أيضًا أُعجبوا بالموقع وما يحتويه , فهو يزيد جمهورهم وشهرتهم على مدى واسع ويُظهرهم بمظهر الإنسان العادي , أقول العادي لأننا تعودنا على بعضهم بأن نراهم على التلفزيون بشكل مثالي زيادة عن اللزوم .
الفيس بوك كما هو موجود في موقع الويكيبيديا رئيسه التنفيذي الآن وأحد مؤسسيه مارك زوكربيرج , وهو ملحدٌ – الحمد لله على نعمة الإسلام – الذي تشارك مع داستين موسكوفيتز وكريس هيوز لإنشاء هذا الموقع الضخم الذي بلغ عدد أعضائه المسجلين فيه ما يزيد عن 500 مليون مشارك .
- مع أني معجبٌ بالفيس بوك وفكرته إلا أني أفضل تويتر لأسباب عدة ولكن ما يؤسفني أن الفيس بوك يغطّى على كل الشبكات الاجتماعية , فما يدلك على انتشاره عندنا في العالم العربي أنك عندما تسأل شخصًا هل لديك حسابًا في تويتر ؟؟ تجده في الغالب يقول : لا , أو في كثير من الأحيان يسأل : ما هو تويتر ؟ وعندما تسأله هل عندك حساب في الفيس بوك يجيبك بـ( نعم بالتأكيد ) .
أما عن سلبياته فحدّث ولا حرج , فسلبياته كثيرة جدًّا على بعضنا , منها أنه يسرق وقتك , يعرفك على أناس لم تكن تود أن تتعرف عليهم , بعض الأحيان تضيع وقتك فيما لا ينفع , وتناقش من لا يستحق أن يُناقش إلخ ...
السلبية التي أعتقد أنها أسوأ ما فيه : عندما يأتيك شخص ويؤشر لحسابك في صورة خلاعية فاضحة , أو مقطع فيديو مخل أو موسيقي تافهة , فإنك عندما تترك حسابك لمدة أسبوع تقريبًا ترجع إليه وقد أشر إليك هذا وذاك , وظهرت تلك الصور الفاضحة والفيديوهات التافهة في حسابك وعلى حائطك يراها الناس ويحسبونك ناشرها . وقد تصفحت صفحات لبعض الملتزمين فوجدت صورًا جنسية على حائطه نسأل الله السلامة ولم يتنبه لها أو ربما لا يعرف كيف يزيلها .
يحدثني أحد الأصدقاء بأنه تلقى مكالمة يوما ما من أحد الملتزمين المسجلين في الفيسبوك يقول له : ألحٍقْ بي : ادخل على حسابي في الفيس بوك واحذفه نهائيًّا , فذهب يرى حسابه بعد أن أعطاه بيانات الدخول فإذا به صورة لا أخلاقية , فحذفه . المشكلة إذا اطلع أقاربك أو زملاؤك الملتزمين على حسابك وحسبوا أنك أنت الذي نشرتها :) .. وهذه مشكلة من لا يحدث حسابه بشكل مستمر .
معلومات معروفة :
لإزالة منشور أحدهم على حائطك , مثلا إذا كان أشر عليك في صورة لا أخلاقية أو ما شابه فإنك تزيله من حسابك كما في الصورة :
إذا أضافك أحدهم لمجموعته وأزعجتك المجموعة بالرسائل , فغادر المجموعة وذلك بالدخول إلى حساب المجموعة على الفيس بوك وستجد أسفل القائمة التي في اليمين خياران , اختر مغادرة المجموعة كما في الصورة :
إذا أزعجك أحد أصدقائك فستجد أسفل القائمة التي في اليمين بعد أن تدخل على حسابه الخيارات التالية , اختر " احذف من قائمة الأصدقاء " كما في الصورة :
وأخيرًا إذا كنت ممن لهم نشاطٌ سيء في الفيس بوك , وممن ينشرون الصور السيئة والكلام القذر فبادر الآن واحذف حسابك نهائيًّا وافتح لك حسابًا تنشر فيه المفيد الموافق لدينك , نصيحة قبل أن تترك الدنيا فتكسب ذنوبًا حتى وأنت في قبرك . تب إلى ربك تب إليه توبة نصوحا :