الثلاثاء، نوفمبر 24، 2009

عامٌ واحدٌ فقط !

لا زلت بين كل فينة وأخرى أتذكر الأيام الثمينة التي قضيتها في عروس البحر الأحمر جدّة عندما كنت في الصفّ الثالث المتوسّط وعمري آن ذاك 15 عشرة سنة . وقد قضينا في تلك المدينة سنةً كاملة استفدت منها كثيراً , وكان لتلك السنة تأثيراً كبيراً عليّ وعلى مسيرتي الحياتيّة  .

معمعة البحث عن مدرسة :

أتذكّر عندما قررنا السفر وعندما استأجرنا { شقّة } بحي الصفا , حيث بدأ أبي حينها بالبحث لي عن مدرسة في ذلك الحي فوجدنا مدرسة جميلة ومبناها حكوميّ راقِ , وذهب أبي إلى المدير حتى يسأله هل بإمكانهم أن يقبلوني طالباً هناك , ولكن المدير بدأ يتعذر ويقول أن الطلاب في الفصل الواحد أكثر من 44 طالباً ولا نستطيع قبول ابنك إلى ما هنالك .

هنالك استشار أبي أحد الأقارب , فأشار ابن العمة يوسف إلى مدرسة اسمها مدرسة عتبة بن غزوان , قريبة منا أيضاً , فذهبت ذاك اليوم أنا وأبي هناك حتى ما رأينا في استقبالنا مدير المدرسة الثقفي , وبجانبه المرشد الغامدي , وتم القبول ولله الحمد , وأحمد الله أني كنت أحد طلاب مدرسة عتبة بن غزوان .

بداية العام الدراسيّ وانطباعي عن المدرسة :

بدأ العام الدراسي الذي سأقضيه ولأول مرة في مدرسة في جدة , فتجهزت ولبست الثوب و العمامة البيضاء  , أعتقد أني في ذلك اليوم لم أهْنأ بنومي لكثرة التفكير , المهم دخلت المدرسة التي لم تكن أفضل من المدرسة الخالدية ببلجرشي التي كانت تتمتع بمبنىً جديد , فلقد كان المبنى في مدرستي الجدّاوية مستأجراً ويحتاج إلى ترميم . ورأيت الطلاب فيها وأشكال الطلاب مختلفة علي , وأراهم كلهم يحدقون فيّ حتى أحسست أني مخلوقٌ فضائي :] , كل ذلك كان بسبب العمامة فكل الطلاب كانوا بدون عمائم وكانوا يحسبوني أحد المعلمين حتى حينما دخلت الفصل ناداني أحد الزملاء يا أستاذ  ، حينها قال لي عاصم الذي لم أكن أعرفه " ترى شكلك بالعمامة ماله داعي حطها أحسن لك " , وبالفعل حطيت العمامة .

أول مرّة ألتحق بدورة :

خلال العام هذا تعرفت على الكثير من الأصدقاء واستفدت الكثير من الخبرات أذكر جيدا عندما كان يدرسنا الدكتور صالح دردير وهو  أحد أفضل المعلمين الذين مروا بي .

في يوم من الأيام أعطاني د. صالح دردير ورقة  فيها بعض الدورات المجانية التي يلقيها هو وبعض من المحاضرين الآخرين في إحدى المدارس , بصراحة كنت متردداً أأذهب أم لا ؟؟!! شاورت الأهل ولكنهم أيضاً لم يكونوا مقتنعين جيدا فلم أذهب في البداية , وقد كان الزميل عبد العزيز العبدلي وعاصم الحربي يحاولان إقناعي بفائدة تلك الدورات حتى اقتنعت وقررت الذهاب معهم . وبالفعل لم أندم على ذلك القرار .

كنا نذهب أنا وعبد العزيز العبدلي وعاصم الحربي  من بعد العصر ونرجع بعد العشاء تقريباً نستوقف ليموزيناً ,  وعادة تكون الحسبة 15 ريال ويدفع كل واحد 5 ريال :] .

أخذت بعض الدورات هناك أعتقد أن جميع الدورات التي أخذتها كانت مفيدةً لي كثيراً , لا سيما دورة مصغرة في خط الرقعة مع الخطاط وديع إلياس على ما أعتقد لا أذكر اسمه جيداً :] . وإليكم هذه الصورة من "البوك" الذي كنت أتدرب فيه على الخط حسب ما يرشدنا المحاضر .

مخطوطة حجرية :) أجبرت الأستاذ وديع أو بديع :]  أن يكتب اسمي كاملاً وهو الموضح باللون الأخضر . أما التي باللون الأسود فقد كانت كتابتي وقد طلب منا أن نكتب الاسم والمدرسة لكي يرى خطنا .

جدة والمسجد الصغير الموجود بأسفل العمارة :

كان مسجداً صغيراً , وهو عبارة عن غرفة تبرع بها صاحب العمارة لأداء الصلاة فيها , وذلك لأن مسجد الحي بعيد عنا , الجدير بالذكر في هذا المسجد تعرفت على القارئ هاشم باروم الذي له مشاركات إنشادية معروفة على المستوى العربي  , وأيضا هو قارئٌ للقرآن فقد كان يصلي بنا إذا كان متواجدا في جدة .

وقد ساعدني هذا المسجد على فك حاجز بعض الارتباك عندما تقدمت لأول مرة  لأصلي بالناس حتى صرت معتادا على الإمامة بلا ارتباك نسبيا ولله الحمد , وكذلك الأذان .

المدرسة مرةً أخرى :

أتذكر عندما كنت أحد أفراد جماعة الإذاعة وكان لنا غرفة خاصة مكيّفة طول السنة , حيث لم نكن نؤدي التمارين الصباحية . ما أجمل تلك الأيام .

أيضا أتذكر جيدا عندما كنت حارسا لفريق فصلي , حيث من ذلك المنطلق تم اختياري حارسا لمنتخب المدرسة , وبعدها حصلت على كأس أفضل حارس في المدرسة  . لا زلت أحتفظ  بكأس أفضل حارس والميدالية الذهبية التي حصلت عليها حينما فزنا بدوري المدرسة الذي كان له طعم آخر , فما أجمل التشجيع في فناء المدرسة . وما أجمل تلك الأيام . افضل دوري مدرسي مر علي في حياتي .

أيضاً أذكر جيدا مدرس الفنية الأستاذ عبدالله حمّاس عسيري الفنان التشكيلي المعروف , أحد المعلمين الذين أعزهم , وقد أعطاني يداً بيد يوماً من الأيام  إعلانا لحضور معرضٍ من معارضه التي أقامها فلما قرأت سيرته لم أكن أعلم أنه كان كذلك :) . المهم هذا الإعلان احتوى على بعض رسوماته وإليكم صورة منه .

بعض اللوحات التشكيليّة لعبدالله حماس

صورة من أرشيفي عندما اُخْتٍرتُ ضمن فريق من الطلبة لزيارة معرض للدفاع المدني بالعزيز مول :] ذكريات لا تنسى :

جماعة من طلاب عتبة بن غزوانفي الصورة حضرميّان وغامدي وزهراني وشهري وعبدلي والأستاذ عبدالله العمري وولده أنا لست في الصورة

لو كتبت آلاف الأحرف غير ما ورد هنا لما استطعت أن أحصر جميع ما استفدته في تلك السنة التي انتهت , ثم قررت العائلة أن ترجع إلى مسقط رأسها إلى قرية البركة ببلجرشي . القرية التي اشتقت إليها وأنا في جدة .

ملحوظة بسيطة : مع أني عشت في جدة سنة كاملة إلا أني لا أعرف طرقها ولا متنزهاتها . فلم تكن السيارة في يدي , وأبي كان قليل الخروج أو بالأحرى لا يحب الخروج في جدة , باختصار عيشة جدة لم تناسبنا .

12 التعليقات , [ أضف تعليقك ]:

أحمد هزازي يقول...

موضوع جميل جدا أما بنسبة لتعرف على جدة أنا لي 7 سنوات لو تسألني فين حي الصفا أقولك مدري هههه

الله يوفقك إن شاء الله في مسيرتك العلمية

علي يقول...

ماشاء الله تبارك الله :)

ذكريات جميلة وطيبة, لمست فيك الوفاء يا أخي أسامة. أظنك تشعر بالحنين لذلك المسجد, وللمدرسة ... أعتقد أنك لن تمانع في أن تزور هذه الأماكن في زيارتك القادمة للمدينة الحبيبة جدة, ورائع جداً التزامك بالدورات, وبالنسبة للخط أظن بأن خطك تحسن كثيراً عقب الدورة, لأن خطك جميل في بدايتها.

دعواتي لك بالتوفيق دوماً أخي أسامة.

أسامة الغامدي يقول...

أخي أحمد هزازي :
أهلا بك وجدة إذا ما كان معاك سيارة أكيد ما بتتعرف عليها وما راح تقدر تعرف طرقها . والله يعينك :) ..

أخي علي :
والله يا علي دائماً إذا رُحت إلى جدة لا بد أن أزور المسجد الصغير , ولا بد أن أذهب لأرى مبنى المدرسة , وكما قلت فأنا أشعر بالحنين والشوق لتلك الأماكن .
شكراً لك على الزيارة والتعليق .

غير معرف يقول...

أشكركـ ياصديقي الغالي على إطراءكـ المبالغ علينا وربي يسعدكـ ويوفقكـ وهذا طبعاً من طيب أصلك << لاتعلم والله كم من الشوق في قلبي الى رؤياك أخي وحبيبي الغالي . والسلام عليكم

أسامة الغامدي يقول...

هلا فيك يا عبدالعزيز العبدلي لو كان كتبت اسمك :] .
المهم حتى أنا والله مشتاق لجميع الزملاء في جدة وخاصة انت وعاصم :) . وما أنسى خالد السياري . وباقي الرفاقة :] .

abdulaziz al-ghamdi يقول...

أخي العزيز أسامة ..

تدوينة رآئعه ، أشكرك ع هذه الروح العالية ..

وأنت هعروف والمعروف لآ يعرف ..

اتمنى ان تقبل مروري المتوآإأآضع ..

عساإأإاك ع القووة ..

._._._._._._._.__._._._._._._._._

S.M.G يقول...

ذكريآت روعة صراحة :)
صراحة ترجعني لأيام زمان ^^
شكرا لك أخي

غير معرف يقول...

موضوع جميل وفيه الكثير من الذكريات الرائعة
فعلاً ما أجمل الذكريات .. خصوصاً لأيام المتوسطة والثانوية
فالمراهقة تعد من أجمل المراحل بعد الطفولة

لدي ملاحظة بسيطة وهي انك لا تذكر اسم من تعرفه بل تقول (حضرمي، زهراني، شهري، المرشد الغامدي، إلخ) وألاحظ هذا الشي دائما من أهل الجنوب .. أشتم من هذا الكلام بعض القبلية البغيضة

تحياتي لك وتقبل إعجابي بمدونتك

اقصوصه يقول...

ما شا الله

اسمك الثماني

انا حدي ست اسماء وفرحانه فيهم :)

ما في احلى من ذكريات الدرااسه

ايام لا تنسى :)

إبراهيم قاسم يقول...

زمان .. ما أحلى أيام زمان ..
بصراحة ذكريات حلوه
وخصوصا في جده ^_^
أتمنى لك أيام أجمل منها

عزيز يقول...

أجمل ايام العمر هي التي تقضيها مع الاصحاب في رحاب المدرسة
لاندرك دلك الا عند مرور العمر

كل الود اخي ابن حجر على ان شاركتنا يومياتك في المدرسة

تقبل مروري

غير معرف يقول...

" عتبة بن غزوان "

ما حصل لنا شرف التعرف عليك في المدرسة ..:) اتوقع انك كنت 3/3 :)

رجعت لنا الذكريات استاذ عبداللطيف خان و خالد الثقفي و الكثيير :)

يعطيك العافية

إرسال تعليق

(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)