الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
كم هي عظيمةٌ هذه المساحة من الحرية , افتقدتُها !
آخر موضوع لي في هذه المدونة كان قبل أكثر من عشرة أشهر , عمرٌ مرّ لم أكتب
 خلاله شيء هنا , إنها أطول فترة أنقطع فيها عن المدونة منذ افتتحتها , كان
 هناك العديد من الأسباب مثل أني اشتغلت بالفيس بوك وتويتر, ولكن هناك سببٌ
 أهم في اعتقادي , هو دراستي في جامعة البترول والمعادن – أعزها الله – 
التي ولأول مرة أكتب موضوعا في المدونة وأنا في سكنها ( الجميل !) .
صديقكم كان في الثانوية مرتاحًا , أيامهُ كلّها إجازات , إلا ما ندر منها 
لأنه في الحقيقة لم يكن يدرس فعليا إلا أيام الاختبارات النهائية , كان 
يجلس على النت الساعات الطوال , ويرى أن الثانوية متعبة , والآن عندما جرب 
تعب الجامعة عرف أنه كان يلهو و يلعب , حتى أنه يستغرب من أنه كان يخاف من 
الاختبارات في المرحلة الثانوية , لأنه عرف الآن أنها لا شيء !
أما في الجامعة فإنه نعم يستخدم النت الساعات الطوال لكن ليس لشيء إلا ليحل الواجبات التي يكلف بها في مواده اللذيذة !!
ملاحظة : في الثانوية كنا نلعب طول العام ولا ندرس إلا أيام الاختبارات و 
نأتي بالنتائج الممتازة , في الجامعة إن لم تدرس طول العام فلا حاجة لأن 
تدرس أيام الاختبارات !
قد يظن البعض من بداية كلامي أعلاه – كما كنتُ أظن في البداية – أن جامعة 
البترول والسنة التحضيرية فيها : صعبة ومعقدة , وأقول – بما أني أكملت بها 
فصلا تقريبا - هذا أكبر خطأ وقعتُ به , أني كنتُ أعتقد أن الجامعة تعجيزية ,
 مما جعلني أفكر في الاجتياز فقط , من دون أن أفكر في أن آتي بنتائج ممتازة
 , لذا كنت أعمل فقط على أن أجتاز , ومن كانت عزيمته الاجتياز , فقد كتب 
على نفسه أمرا سيئا , توكل على الله وفكر في التفوق !
ربما من أهم التغييرات التي شهدتُها في الجامعة هي: اللغة الجديدة , التي 
لا ندرس إلا بها ,إنها اللغة الإنجليزية , لم أكن أتوقع يوما من الأيام أني
 سأدرس الرياضيات بالإنجليزي فكيف كل المواد ! لذلك كانت اللغة صدمة 
بالنسبة لي , ومعظم الطلاب كانوا كذلك , نعم ستواجه صعوبة في الأسابيع أو 
ربما في الشهور الأولى بسبب اللغة , ثم ما يلبث إلا أن ينزاح ذلك الهم 
والعائق , ويصبح أمرا ثانويا ! وهذه الصعوبة أمر طبيعي لمن كان يدرس في 
جميع مراحله الابتدائية والثانوية والمتوسطة باللغة العربية , ثم يفاجأ في 
لحظة بانقلاب جذري ..
المناهج في السنة التحضيرية سطحية إلى حد ما , مثلا رياضيات الفصل الأول 
بالسنة التحضيرية – التي من المحتمل أن أعيدها !!-, بسيطة جدا , لكن تحتاج 
فقط إلى أن تعطيها وقتا لتحل وتحل و تحل , هذا ما يطلبه المنهج , التعود 
على الحل , و هذا هو مكمن تقصيري في هذه المادة .. حيث أني كنت أدرس بسطحية
 , ولكن المهم أني أخذت درسا -وبإذن الله أني لن أكرر خطئي في الأيام 
القادمة - , وربما يكون الدرس قاسيا إن حملت المادة الفصل الثاني ..
المشكلة الوحيدة المتعبة في دراسة السنة التحضيرية هو الدوام , فدوامي في 
العادة يبدأ من الساعة السابعة صباحًا , وينتهي الساعة 5 مساءً تقريبا , مع
 القليل من التوقفات والتغيير , فهذا هو الأمر المتعب , الذي يجعلك لا تدري
 متى تأكل , أو متى تنام , أو متى تدرس أو متى تحل واجبا .. لذا مشكلة 
السنة التحضيرية هنا تكمن – فقط – في تنظيم الوقت .. نظم وقتك جيدا , أعط 
كل منهج حقه , ستكون في مأمن , بل وستحقق النتائج الممتازة .. الكلام سهل 
ولكن التطبيق يحتاج إلى الكثير من الجد والتضحية .. وقبل كل شيء لا تنس أن 
تتوكل على الله ثم أن تستفيد من تجارب الآخرين .
هناك أمر طيب في جامعة البترول أن السنة التحضيرية المهم منها أن تجتازها ,
 فلن تدخل في المعدل , لذا المجال واسع , والاستدراك متاح .. أسأل الله أن 
ييسر لنا ما بقي وأن يوفقنا لاجتيازها , والتفوق فيما بعدها .
•بالرغم من كل شيء  إلا أني أحببت الـ KFUPM أكثر بعد أن دخلتها , فمجتمعها جميل وراقي وهم أكثر ما يميّزها .
في الختام - بعيدا عن موضوعنا - :
كنتُ قد كتبت كلمات – لا ترقى لأن تكون أبياتا إلا بالوزن فقط - نظمتها قبل
 أن أعود إلى مدينة الظهران بعد أن زرت حبيبتي بلجرشي وقريتي البركة في 
إجازة الأضحى أقول فيها :
سأظلّ أشكي للهواء مرارةً :: جرّاء بعد عن حبيبٍ دائمِ
يا دار بلجرشي محبك تائهٌ :: يشكي من الهم الطويل العاتمِ
سيزيد بُعدك في هواه تأوهًا :: وعساه أن يبقى بعقل سالمِ!!
قولي بربك كيف يهنى عيشهُ :: أو كيف ينعم في ظلام قاتمِ ...
فإذا بي أُفاجأ بأختي تضع رد أبي على هذه الأبيات على صفحتي بالفيس بوك - 
وقد كانوا حينها في سفرتهم العلاجية خارج المملكة - يقول - حفظه الله - :
ماذا تقول فدتك كل معالمٍ :: جعلتك تشكو بالفؤاد الهائمِ
وتقول أنك لا تطيق فراقَها :: ما ذاك إلا من محب واهمِ
أَجَعلت ظلّ شُجيرةٍ أو صخرةٍ :: أو ذكرياتٍ في زمانٍ حالمِ
تغدو بعقلك يمنةً أو يسرةً وتظنّ :: فيه بظنك المتشائمِ
ونسيت ما رغبت إليه عزيمةٌ :: فاصبرْ ولا تظلمْ فلستَ بظالمِ
قد جئتَ تطلبُ رفعةً تصبو لها :: لم تأتِ تفتكرُ الفراق القاتمِ
فاهْنأَ بعلمكَ لا عدمتَ نباهةً :: لتعود بلجرشي بعقلٍ فاهمِ
ودع التذكّر للدّيار وشأنَها :: أبدًا ولا تسمح بلومةِ لائمِ
فغدًا ستعرفُ إن رجعتَ موفقًا :: أن السعادةَ كلهَا في القادمِ.
هذا ما لدي الآن , على أمل أن لا أنقطع مرة أخرى
 




8 التعليقات , [ أضف تعليقك ]:
سرتني عودتك، كما تجربتك في الجامعة :)
الأبيات رائعة بحق ، وكذلك رد الوالد حفظه الله ذخراً لكم
حمدالله عالسَّلامة.
ومبروك دخولك الجامعة، وبالتَّوفيق إن شاء الله في حياتك الدِّراسية والعملية بعد ذلك.
احسدك ، آخر مرة سمعت شخص يقول احببت الجامعة في بلدي الجزائر كان في سنوات التسعينات و هو يحكي عن دراسته في سنوات السبعينات ....
ننتظر العودة للكتابة من جديد
سلامي لك
علاء الدين العراقي : شكرًا لمرورك , وتعليقك ..
محمود قحطان : سلمك الله أيها الشاعر المميز , وبارك الله فيك ووفقك .
عبد الحفيظ : بارك الله فيك ووفقك , ونسأل الله أن يصلح الحكام لأن يجعلوا التعليم في أولوياتهم ...
نسيت الرد على تعليقك حبيبنا عبد الله عبيد :) ..
جزاك الله خيرًا على مرورك .. ووفقك .. وتقبل الله دعوتك.
من الأسباب التي جعلتني أحب هذه الجامعة هو ( أنت ) ..
الاخ أسامة أتمنى لك التوفيق والنجاح دائما ...رد الوالد عليك كان رائع جدا أطال الله عمره ..
فغدًا ستعرفُ إن رجعتَ موفقًا :: أن السعادةَ كلهَا في القادمِ.
مبدع الله يحفظك
صراحة على ان سنك صغير ... ولكن عقلك تعدى مراحل تحجيم السن بكثير " ماشاء الله تبارك الله "
اللهم احفظه لوالديه واحفظه لوطنه < احنا بحاجتك وبحاجة علمك ي صاحبي
إرسال تعليق
(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)