الثلاثاء، أكتوبر 16، 2012

العرب والتشفير Cryptology

صباح الأمس الاثنين بعد محاضرة الرياضيات أخبرني الصديق مؤيد القرعاوي عن محاضرة للدكتور محمد السويّل في جامعتنا بعنوان: منشأ التشفير عند العرب والمسلمين.. في البداية لم أكن أنوي الذّهاب, لكن الأخ مؤيد – وفقه الله – حمسني لذلك, وقرأ لي شيئا من سيرة محمد السويل.. فعزمت على الحضور.. 

كنت أتوقع أن المحاضرة باللغة العربية, لكن المفاجأة أنها بالإنجليزية, ولغتي الإنجليزية ليست جيدة, لذا كان هناك العديد من المفردات لم أفهمها..

في هذا الموضوع سأحاول أن أجمع لكم بعضا مما قاله البروفيسور في المحاضرة, مع بعض الروابط والاقتباسات, وأشكر أيضا أخي مؤيد على إمداده لي ببعض الروابط المتعلقة بالموضوع..

ما هو Cryptology ( التشفير


هو علم يحول الواضح من النصوص إلى رموز لا يفهمها إلا من يعرف مفتاحها, أو لديه القدرة على إيجاد مفتاح لها.. العرب  كانوا يستخدمون مصطلح [التعمية]. فمصطلح التشفير هو مصطلح صرنا نطلقه على التعمية حديثا, وهو قادم من كلمة Cipher , ولكن هذه الكلمة أيضًا مأخوذة من كلمة صفر, والصفر كلمة عربية. (1)

العرب والتعمية:

يقول ديفد كان وهو من المؤرخين المعروفين في مجال التشفير:
 Cryptology was born among the Arabs. They were the first  to discover and write down the methods of cryptanalysis. (2) التعمية ولدت بين العرب. لقد كانوا أول من اكتشف وكتب طرق تحليلها وفك رموزها.
على ماذا اعتمد ديفد كان في مقولته؟ : 
اعتمد كهن في مقولته هذه على ما اطلع عليه في كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشاء للقلقشندي (821هـ/1418م) حيث أفرد القلقشندي فصلاً لما أسماه "إخفاء ما في الكتب من السرِّ" عوّل فيه على كلام رجل يدعى ابن الدريهم، وأكثر النقل عن رسالته المسماة "مفتاح الكنوز في إيضاح المرموز". (3)
"ديفد كان" كان يظن أن كتاب ابن الدريهم الذي كان يعتمد عليه القلقشندي كمرجع في كتابه: صبح الأعشى في صناعة الإنشا: - يظن أنه -  مفقود, وكان يبدي أسفه لذلك. ثلاثة من الباحثين السوريين اطلعوا على ما كتبه "ديفد كان" في كتابه, فعزموا على البحث عن الكتاب . بحثوا عنه بين آلاف المخطوطات, حتى وجدوه ووجدوا معه غيره من الكنوز عن فن التعمية. لم يكن ابن الدريهم أول من كتب في هذا الفن, بل سبقه الكندي من القرن الثاني الهجري! هذه تفاصيل رحلتهم..

التشفير Cryptology
هذه بعض الكتب التي وجدوها في رحلة بحثهم بين المخطوطات, وجميعها متعلق بالتعمية ( التشفير ) (2)


الكندي يعتبر أول من كتب مخطوطا عن حل التشفير ( رسالة في استتخراج المعمى) , وذلك كان في القرن الثاني الهجري ( التاسع الميلادي ), أي قبل الإيطالي ليون ألبرتي بسبع مئة سنة! الكندي أيضا أول من قسم أنظمة الشيفرات إلى أصناف, وميز بين التحويل  والاستبدال فيها. أيضا هو أول من استخدم الاحتمالات, قبل G. B. Porta بسبعة قرون!.. (2)

الصفحة الأولى من مخطوطة الكندي المصدر 
وهناك أوليّات أخر للكندي في هذا العلم, مع غيره من العلماء المسلمين الذين برعوا في هذا المجال أمثال: ابن طباطبا, و ابن الوهب الكاتب, و صاحب المقالتين, و صاحب أدب الشعراء, و ابن الدنينير, و ابن عدلان, و ابن الدريهم, و الجرهمي. 

أتذكر أن الدكتور قال أن ممن كتب أيضا عن التعمية : الخليل بن أحمد الفراهيدي, ولديه كتاب عنها لكنه مفقود!

أخيرا:
كانت هذه مقتطفات من المحاضرة التي ألقاها الدكتور محمد السويّل, اختصرت نقاطها بشكل كبير. 

 و حقيقة ما زلت متفاجئا بهذا الكم من الاهتمام ومندهشا مما كان عليه أجدادنا في سابق العهد. فقد تبحروا في شتى المجالات وأبدعوا, مع شح المصادر, وصعوبة التحصيل. 

هذه روابط مفيدة رجعت إليها عند كتابة الموضوع, وفيها تفصيل للنقاط التي ذكرتها هنا, و الكثير مما لم أتطرق إليه:

أسعد بإضافاتكم..

2 التعليقات , [ أضف تعليقك ]:

عرب سوفت وير يقول...

مرحباً بعودتك أخي ابن حجر ..
صراحة اول مرة اقرأ عن التشفير

خالد الأحمري يقول...

لكن ماذا ؟

نتفاخر بماضينا , ولا نقدم شيأً لحاضرنا ؟!

شكراً لك , وتقبل مروري ,

مدونتي,

إرسال تعليق

(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)